Monthly Archives: July 2013

أما آن لأبواقهم أن تصمت

ما زال من يعتبرون أنفسهم من المنظرين الأردنيين يتحفون الشعب بمقالات رنانة ونظريات (أسبوعية) لا تختلف قيد نملة عن ما حفظناه عن ظهر قلب من شعارات جماعة الإخوان وحزبها او المعارضة أو الحراك في كل تظاهرة، وكلما دق كوز بجرة!

بصدق لقد مللنا ونحن نقرأ ذات الجمل ونفس العبارات والديباجات التي تكررت حتى فقدت أي طعم أو لون او رائحة، حتى وإن صدرت من اشخاص مختلفين، لكنهم في حقيقة الأمر لا يزيدون عن نسخ مكررة من شريط كاسيت تزداد جودة صوته سوءا كلما تكرر النسخ من بوق إلى بوق، ومع ذلك لا يملون التكرار وكأن أقصى غايتهم هي ترسيخ هذه الأفكار في العقل الباطن للأردنيين دون أي طرح لحلول أو تقديم أدلة ومسوغات لطروحاتهم ومطالبهم

في قناعتي أن هؤلاء لا يريدون إلا أن يرسخوا في عقل المواطن أنهم هم وحدهم الحريصون على الوطن بطريقتهم فقط وأنهم أصحاب الوصاية والولاية وهم الأدرى بصالح الناس من الناس أنفسهم.. إنها العقلية الأبوية التي أكل الدهر عليها وشرب -حتى وإن صدرت ممن يسوقون أنفسهم على أنهم جيل الشباب والتغيير-، لكن عقولهم المتحجرة والمنسوخة تأبى الاعتراف بسقوطها.

عن نفسي سئمت تكرار هذه الجمل والديباجات والمصطلحات الجوفاء التي لا تحمل أي علاقة بواقع وحقيقة الحالة الأردنية بل تزيد اختلاق مشكلة لتفرض أجندتها المنبتة عن الحالة الأردنية كحل لها….

واليوم كمواطنة أردنية ومع اشتداد حملات الترويج لهذه المصطلحات أطالب عرابيها بتوضيح كامل لما يقصدونه وما يريدونه وأولها

فكرة العقد الاجتماعي الجديد، فأي عقد هذا الذي يريدونه وما الخلل في العقد الاجتماعي القائم، عقد الثورة العربية الكبرى، عقد الملك المؤسس عبد الله الأول، عقد الأردنيين الذين أسسوا الدولة وهم من كل أصل ومنبت، من اليمن إلى الحجاز إلى فلسطين وسوريا ولبنان وحتى موريتانيا، كل هؤلاء وقفوا إلى جانب الأردنيين وشاركوا في صياغة العقد الاجتماعي الذي قامت عليه دولتنا الفتية، ولم يتغير في بلدنا وشعبنا شيء يستوجب اعادة بناء عقدنا الاجتماعي، إلا هؤلاء الطارئين الذين يريدون أن يخلقوا لأنفسهم جذورا تربطهم بأي ثابت وتوقف هيامهم على وجوههم حتى وإن عنى ذلك أن يدمروا كل هذا الشعب وكيانه وثوابته في سبيل أن يمنحوا أنفسهم هوية وشرعية هم فاقدون لها.

ثم كثر الحديث عن ترسيخ مفهوم جديد وحديث للمواطنة (الحقيقية) فهل مواطنتنا جار عليها الزمن أوهمية أو ورقية كفكرهم المتذبذب حتى تصبح بفضلهم هم ومعظهم لا يعرفون الأردن ولا شعبه ولا تركيبته، مواطنة حقيقية؟!؟ ثم يدسون السم في الدسم بالحديث عن سيادة القانون، وكأننا في غابة تسودها شريعة القوة، وكأن الناس تقتل بعضها في شوارع وطننا، إن القانون بفضل الله راسخ وسائد ولا يقوض سيادته إلا هؤلاء المتبجحين بسيادة القانون وهم أصحاب المال والسلطة والنفوذ الذين يبذلون كل ما في وسعهم حتى يسود القانون على الجميع إلا هم ومحاسيبهم.. لذا لهم يجب أن نقول أن قانوننا سائد لولا دأبكم لتقويضه والالتفاف عليه.

ثم أتونا بحديث الإقصاء والاحتكار.. فأي إقصاء أسوأ من اسلوبهم الاقصائي لمعارضيهم والانكى من ذلك ينعتون كل مخالفيهم بالجهل والتخلف والرجعية، وأنهم أذناب لهذا أو ذاك فقط لمجرد الاختلاف بالرأي، لا بل ويتجاوزون ذلك بتحقير التراث والموروث الشعبي والوطني، واستخدام مصطلحات منه لإسقاطها إسقاطا نهائيا مقيتا على كل مخالفيهم مهينين بذلك الشعب والوطن بأكملهما، ثم بأي عين يتحدثون عن الاحتكار وهم المتمرسين به ، فكل منصب هو لهم وإلا فلا، وإن وصل أحدهم إلى موقع جمع عصبته حوله، وإن اجبرته الظروف على التغيير والاتيان بأحد من خارج دائرته أتى به كشاهد الزور، وكالخرزة الزرقاء يعلقونها درءا من العين وهي لا تضر ولا تنفع، ثم إن خرج من الموقع أشبعه وأشبع من سلفه ومن خلفه شتما وتقريعا وصار هو المصلح الأوحد والمنقذ الأول.

يا من امتهنتم التنظير.. كفاكم تنظيرا ولنراكم في الميدان بين شباب الوطن الحقيقيين في قراهم وبواديهم ومناطقهم الأقل حظا.. هناك ستعرفون الأردن وهناك سترون المواطنة لا وراء جدرانكم العاجية ووسط شللكم المخملية.. ومن هناك اصلحوا انفسكم قبل ان تتحدثوا عن اصلاح الوطن.. كفاكم أكلا للحصرم فنحن من نضرس وأنتم تتلذذون.

ديما علم

Twitter: @Deema22
Facebook/deema22jordan

Comments Off on أما آن لأبواقهم أن تصمت

Filed under All Articles

الليبرالي العربي

‏ اليبرالي العربي

انا افهم واذكى من كل ربعي
يجب ان تتغاضى الدوله عن تطبيق القانون معي
لان القانون خطا ومش من مصلحتي
مختصر انا عبقري وشايف حالي
ومش شايف حدا قدامي

انا ليبرالي وبطالب بالاصلاحي
انا ليبرالي وبحكي بالارقامي
صح ولا غلط ما حدا داري
كل مشروع ما بكمل مش من غلطاتي
كل فساد بالمشروع مش من علاقاتي
معي لابتوب وايبادي
ومعي جوازي الامريكاني
بس ما بستعمله لأني ليبيرالي

انا ضد الواسطاتي
لكن كل وظيفة لاصحابي
مش محسوبية بل ليبرالية
منحن لبعض بالعامية
ما حدا بفهم علينا للمصداقية

نحن ليبرالية عربية ننظر للحرية
نتواصل مع المنظمات الدولية
التمويل لبقائنا أولوية
والمبدأ ابدا مش مرجعية

نحن ليبرالية ليبرالية صدقا صدقا مش دكتاتورية

ديما علم
Twitter: @Deema22
Facebook/deema22jordan

7 Comments

Filed under All Articles

كونوا دعاة للوطن او دعوه

أراقب كأردنية المشهد الدائر على الساحة المحلية بكثير من الفخر، لكنه فخر ممزوج بالعتب. فخر بأننا تجاوزنا معظم المخاطر التي كان كثيرون يراهنون أننا سسنسقط في أتونها، وعتب علينا جميعا لأننا وفور انتهاء المعركة عدنا للتنظير الأجوف.

دارت عجلة الإصلاح وجرت الانتخابات بشفافية ونزاهة وتشكلت حكومة رشيقة يرأسها سياسي محسوب على التيار الليبرالي المعارض.. فماذا الآن؟ هل انتهى دورنا كمواطنين؟ هل هذا ما يريده الوطن منا؟ أن نضع ورقة في الصندوق ثم ننسى ما عملنا لأجله طوال عامين ونيف؟ لا أظن ذلك.

لا بد لنا أن نتعلم من أخطاء الماضي قريبه وبعيده. فما نسمعه منذ ما قبل الانتخابات من أحكام مسبقة يصل بعضها حد التجني سواء تجاه المجلس المنتخب او ما تبع انتخابه ليست أمرا مقبولا بصراحة؛ ببساطة لأن هذا المجلس بالكامل والمطلق هو من انتاجنا سواء من انتخب أم من قاطع، وبالتالي فكل ما ينتج عنه ناتج عنا من انتخب ومن قاطع لذا فالتجني عليه او اصدار الاحكام المطلقة او الشتائم الرعناء ليس الا حكما على المجتمع وشتما له، ولا أظن ان في اي مجتمع من هو أهل للحكم او الشتم على كل فئات مجتمعه.

إن هذا المجلس وكل ما ينتج عنه هو تمثيل حقيقي وكامل للإرادة الشعبية الإيجابي منها والسلبي ففي الديمقراطية الحكم للصندوق سواء أعجبتنا نتائجه ام لا، سواء شاركنا ام قاطعنا، وها نحن نرى المجلس يعيد اختيار الرئيس النسور الذي هللت له المعارضة وفرحت يوم تكليفه الاول فما بالنا نراهم ينقلبون عليه يوم اختاره المجلس ومنحه الثقة لحكومته وموازنته.. هل هناك تناقض بل ونفاق وتصيد في الماء العكر اكبر من هذا؟

عموما كمواطنة ارى في المجلس التنويع الكافي والمطلوب، ففيه الشباب والمخضرمون، فيه السيدات ممن نجحن بالكوتا وممن نجحن خارجها، فيه رموز الاسلاميين والشيوعيين والوسط، فيه المدني والبدوي والفلاح، هو باختصار انعكاس كامل وحقيقي لهذا الوطن، وكل بنيه. وكل ما ينتج عن المجلس هو انعكاس ايضا للوطن وبنيه، ودورنا اليوم هو أن نراقب المجلس وقراراته وأن نتابع الجلسات والقوانين والقرارات الناتجة عنه مع الاخذ بعين الاعتبار انه لا يوجد ما يرضي الجميع لكن هناك الديمقراطية التي ارتضاها الجميع.

وفي هذه المرحلة وبعد المنجز الهام الذي حققناه يجب أن نقسو على أنفسنا قليلا لنكون على قدر المسؤولية، فما عاد الوقت وقت التذمر الفارغ والتشاؤم الاجوف والمطالبات غير الواقعية ولا المستندة الى اي حقائق، بل نحن في زمن العمل وقبله في زمن محاسبة النفس والمبادرة بتحمل مسؤولية أخطاء الماضي والمستقبل.

دورنا الصعب ابتدأ ولا بد أن نكون على قدر الحمل والمسؤولية، افرادا وجماعات، ناشطين وقوى مجتمعية. ويبقى الحمل الاكبر على الاحزاب، فالبنية الحزبية السليمة هي من اهم أسس الإصلاح السياسي. لذا فأهم خطوة الآن هي اصلاح الاحزاب لأنفسها واعترافها الكامل بتداول السلطة والديمقراطية داخلها وقبل ذلك وبعده اعتماد برامج سياسية اقتصادية اجتماعية حقيقية وناجزة وقابلة للتطبيق لا خطابات جوفاء ولا شعارات رنانة تداعب العواطف وتبتعد عن الواقع.

أمامنا أربع سنوات للانتخابات القادمة ونرجو ان تكون اربع سنوات للحكومة القادمة، لنبني خلالها ما لم نبنيه من أحزاب قوية وحقيقية طوال عمر دولتنا بسبب طمعنا كأفراد وسعينا المستمر للتفرد بالسلطة، لنكن ديمقراطيين بحوارنا وبتقبلنا للآخرين.

الأردن خلال عامين من عدم الاستقرار الداخلي المدفوع بجزء كبير منه بأجندات خارجية، ثم خلال اشهر قليلة تالية من العمل الدؤوب الديمقراطي الذي قادته الدولة قبل المواطن أثبت للعالم انه دولة قوية البنيان عميقة الجذور راسخة المجتمع، فكانت المرحلة الماضية جرس إيقاظ لنا، يقول لكل منا أن أردننا يعتمد عليك وهو مسؤوليتنا جميعا التي يجب ان نحملها بالعمل والاجتهاد والمثابرة، لا بالاحكام المسبقة، والتقليل من قدر المنجزات والتهرب من المسؤولية.

اننا كأفراد على مفترق طرق.. فبعد ان تجاوزنا بالوطن نقطة الخطر اصبح الواجب ان نتجاوزها بمجتمعنا، لذا اكرر ان حكمنا يجب ان يكون قاسيا على انفسنا اولا، وان نكون صريحين صادقين مع ضمائرنا خاصة تلك الفئة التي ما انفكت يوما تطالب بالحقوق وتنسى كل الواجبات وتقيس الوطن والمواطنة بمقاييس مرحلية خاصة، لهؤلاء ولنا جميعا اقول: إن زمن التراخي وتقاذف المسؤولية قد انتهى، وزمن الفوضى الخلاق منها وغير الخلاق قد ولى.. فإما كونوا رجالا بحجم الوطن دعاة لأمنه واستقراره ونمائه او دعوه لمن هم على قدره.

ديما علم
Twitter: @Deema22
Facebook/deema22jordan

2 Comments

Filed under All Articles